:: // رأي ــ حــــر // ::
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
:: // رأي ــ حــــر // ::
ربيع الشعوبالعربية ليس على الأبواب
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
"ربيع الشعوبالعربية ليس على الأبواب"
محمد الكنج
كاتب فلسطيني-دمشق
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
هل تعتبر هذه المظاهرة الضخمة وشخصية حسن نصر الله القيادية مؤشرا على نهاية ربيع الشعوب القصير في العالم العربي؟ وهل الأمل في سقوط سور برلين العربي، قد تبدد ، وتبرهن مرة اخرى، كما قال نصر الله، ان لبنان "ليس اوكرانيا أو جورجيا" - حيث نجحت القوى الديمقراطية فيها على إجبار الانظمة الفاسدة على اجراء انتخابات حرة والفوز فيها ايضا.
هل نتوقع انقلابا ديمقراطيا في العالم العربي؟. برأي الجواب لا. عبثا ننتظر سقوط السور الذي يفصل الدول العربية عن الدول الديمقراطية كما سقط سور برلين بين ليلة وضحاها. الوضع الآن ليس مشابها، والقوى السياسية والاجتماعية ليست متشابهة في الحالتين ايضا. لايجب علينا ان نقع أسرى الأوهام: ربيع الشعوب العربيه ليس على الأبواب. في أقصى الاحوال يمكن ان نأمل بزحزحة بطيئة ومدروسة للانظمة العربية نحو الاقتصاد الليبرالي وطريقة الانتخابات الأكثر ديمقراطية ولكن ليس نحو تجسيد الحقوق المدنية الأساسية. فذلك يتطلب مشوارا طويلا جدا بعد.
مئات آلاف اللبنانيين الذين خرجوا في شوارع بيروتفي مظاهرة ضخمةجابت شوارع بيروت. هذه المظاهرة لم تخرج عن قواعد اللعبة الديمقراطية التي هي مسألةنادرة جدا في العالم العربي. هيا بنا لا نبالغ في قوة حزب الله في لبنان. هذا التنظيم نجح في حشد الجماهير الشيعية من الأحياء الجنوبية من المدينة وجلبها الى وسط بيروت، تلك الأحياء التي توجد له فيها شبكات دعم اجتماعي وليس أكثر من ذلك. الذين يعرفون الوضع في لبنان و المنطقة يعرفون ان قوة حزب الله في لبنان وتأثيره السياسي قد أخذت تضعف. نصر الله يستطيع ان يلقي خطابا تحريضيا آخر من الشرفة ولكنه في نهاية المطا فيعرف حدود اصابعة جيدا. الحرب التي يخوضها ضد اسرائيل مطالبا باعادة مزارع شبعا لا تنجح في إثارة حماسة اللبنانيين أنفسهم حتى الان
لماذا هذه الرؤية التشاؤمية لفرص واحتمالات الدمقرطة في الدول العربية؟.لان الصراع الأساسي الذي يجري الآن داخل الاسلام ليس حسب رأيي، بين مؤيدي الليبرالية الغربية من جهة وبين المتعصبين الاسلاميين الظلاميين من جهة اخرى، بل يدور بين الانظمة العربية المركزية وغير الديمقراطية وبين الحركات الاسلامية المتطرفة التي لا يوجد لها التزام بالديمقراطية. هذه الديمقراطية التي ليست قائمة بالمرة أو انها تكون موجودة لفظيا فقط. الجبهة موجودة في داخل الاسلام نفسه حيث لا توجد قوة ليبرالية وديمقراطية منظمة وهناك حفنة قليلة فقط من الذين يتجرأون، إلا ان تأثيرهم ما زال هامشيا.اذا من هو عدو الديموقراطية الاساسي في الدول العربية هل هو الاسلام؟
هذه صياغة تجريدية وخاطئةللامور. كل الأديان الكبيرة في التاريخ رفضت الديمقراطية الليبرالية في السابق، والديانة الكاثوليكية كانت من أكثرها رفضا. الكنيسة الكاثوليكية حاولت طوال 150 عاما سد طريق العملاق الديمقراطي الليبرالي لخشيتها من ان تؤدي الحرية الى اللامبالاة والعداء للدين. وفي اواسط القرن العشرين فقط بدأت المؤسسة الكاثوليكية تستوعب مباديء الديمقراطية،و كذلك اليهودية رفضت الديمقراطية. فحزب "أغودات يسرائيل" ، رفض الانضمام لحكومة "اسرائيل" الاولى بسبب معارضته لإعطاء حق الانتخاب للنساء واعتراضه على أسس الديمقراطية في الدولة اليهودية. المعركة القائمة في الاسلام بين الرؤية الدينية وبين الحريات المدنية والديمقراطية بدأت قبل 50 سنة فقط ولم تُحسم بعد. المسلمون ليسوا متخلفين خلافا لما يعتقدون في العالم.
عوامل الفشل الليبرالي والنقص الديمقراطي في العالم العربي ليسا نابعين من الاسلام فقط وانما توجد لهما مصادر اخرى ايضا، فما هي؟
العامل الأساسي الذي حال حتى الآن دون بروز القوى الديمقراطية في الدول العربية هو حكم الدكتاتوريات. في الوطن العربي سادت في الماضي - وفي اماكن غير قليلة ما زالت تسيطر حتى الآن - أنظمة عسكرية شعبوية دمرت خلايا المجتمع المدني وحولت الدولة الى مؤسسة مقتدرة. هذه الانظمة لاحقت وقضت، بنجاح، على الأطر الاسلامية المتعصبة، إلا ان الثمن الذي دُفع كان باهظا: أجواء الخوف من النظام والإلغاء شبه التام لحكم القانون وتسليم الطبقة الوسطى العربية بغياب المؤسسات الديمقراطية الأساسية. المجتمع المدني العربي افرغ تدريجيا من مضمونه المدني وتحول المواطنون فيه الى رعايا معتمدين على إحسان الدولة، من العمل وحتى الثقافة. لم يكن هناك من يقوم برفع الراية باستثناء المتشددين الاسلاميين.
فقد استطاعوا الحفاظ على بقائهم. عندما بدأ النظام المركزي أخيرا بالتنازل عن بعض المواقع المركزية التي سيطر عليها بالقوة، جاءت الحركات الاسلامية المتشددة واحتلت مكانه، ولم يحدث ذلك من قبل الأطر العلمانية الديمقراطية كما حدث في شرق اوروبا مثلا بعد ان ضعفت الانظمة الشيوعية. البديل الوحيد لقوة الدولة العربية الطاغية هو قوة الاسلام المتعصب. وهذا ليس بديلا يبعث على السرور.
هذا ما يفسر قبول الشرائح النخبوية المدنية في العالم العربي و تفضيل الدكتاتورية على النظام الاسلامي باعتبارها أفضل الخيارين.
التهديد الاسلامي المتشدد يعتبر اسوأ بكثير من التهديد الدكتاتوري الشعبوي. سلم الأولويات في الدول العربية يشبه ذلك الذي كان قائما في دول امريكا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات من القرن السابق. الخوف من الانقلاب الشيوعي على شاكلة كاسترو دفع الكثيرين من النخب والقوى في هذه الدول الى تأييد الانظمة العسكرية وشبه العسكرية شريطة ان تقف في وجه الشيوعية. هذا ايضا كان أفضلية بالنسبة للبرجوازية العربية التي تخشى بدرجة لا توصف من وصول القوى الخمينية أو الطالبانية الى الحكم وتفضل عليها ان يبقى الحكم بيد الحكام الحاليين رغم عدم كونهم ديمقراطيين.
فمن وجهة نظر الطبقة الوسطى الآخذة في التعزز في المجتمع العربي تنطوي اللعبة الديمقراطية على امكانية انتصار المتشددين الاسلاميين الذين يشكلون المعارضة المنظمة والفاعلة الوحيدة في اغلبية الدول العربية - ولذلك لا تعتبر الدمقرطة هناك بوابة للحرية وانما طريقا نحو عبودية اسوأ.
وهذا هو السبب بالضبط الذي جرت بدافع منه في أجزاء واسعة من العالم العربي عملية لبرلة غير ديمقراطية - أي إعطاء هامش حيوي معين لاقتصاد السوق من دون ان يتم فتح سوق الآراء والأفكار بصورة موازية. هذا يحدث في مصر والاردن والمغرب وتونس والجزائر. الطبقة الوسطى تضغط وتحصل على حرية العمل والمنافسة وحقوق الشراء والملكية وتقليص قوة الاحتكارات الحكومية والخصخصة بأحجام محدودة وتقليص نظام الامتيازات الموزعة على المقربين من الحكومة وما الى ذلك.
و يتلقى المتشددون الاسلاميون أنفسهم الدعوة للمشاركة المحدودة في الحياة السياسية لان هذه الانظمة في مصر والاردن والمغرب تتوجه نحو عقد هذه الصفقة بسبب عدم قدرة هذه الانظمة على اقتلاع الحركات الاسلامية من جذورها. وهم مضطرون للتنازل مرغمين. والاسلام المتشددايضا مضطر من ناحيته للتوصل الى تسوية على ما يبدو. عليناأن نصغي لخطابات رجال الدين المسلمين ونقرأ رسائلهم الأخيرة، ونتابع الجدل العميق والحاد المحتدم بين المؤيدين لقبول عبء الديمقراطية واستخدامها لنشر الاسلام وبين الرافضين للعبة الديمقراطية باعتبارها خطرا وجوديا بالنسبة للدين ويدعون الى تواصل الكفاح بلا هوادة ضد الانظمة العربية العلمانية. لن استطيع ان اقول من الذي ستكون له الغلبة. بناء على الحقائق الماثلة امامنا تنظيم القاعدة يمنى بالهزيمة في دولة عربية تلو الاخرى. اليوم يتحرك من الخارج فقط، من المهاجر الغربية. رايته ممزقة وانجازاته قليلة - وفي المقدمة بفضل التعاون بين الاجهزة الأمنية في دول كثيرة. عندما لا تحقق الاهداف يتبلور الدافع لاعادة النظر في الوسائل.
هل يساعد تشجيع الولايات المتحدة على دمقرطة العالم العربي أم انه ضار له بسبب العداء العميق لامريكا بوش؟
عتقد ان تشجيع الولايات المتحدة وفرنسا ايضا في الآونة الأخيرة يساعد بالفعل في تسريع المجريات الليبرالية مهما كانت محدودة في العالم العربي. إلا ان أيادي واشنطن مقيدة لان مصر حليفة هامة لها في مكافحة الارهاب، والسعودية هي حليفة اقتصادية.
لهذا اقول ان احتمالية انقلاب الاتجاهات في العالم العربي نحو الدمقرطة المتزايدة ما زالت متدنية، ، ولكنها احتمالات قائمة وموجودة. ليس كل شيء ضائعا وخاسرا، والاحتمالات تبقى قائمة كما حدث مثلا في شرق اوروبا في أواخر الثمانينيات حيث جرت تداعيات لم يتوقعها أحد.
فروح الانسان وسريرته مسألة لا يمكن التنبؤ بها، وتطلعه للحرية قد يندفع الى الخارج في أية لحظة، والمواطن العربي ليس مختلفا عن مواطني العالم من هذه الزاوية.
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
"ربيع الشعوبالعربية ليس على الأبواب"
محمد الكنج
كاتب فلسطيني-دمشق
المواطن العربي الديمقراطي الذي شاهد ولو بصورة جزئية مقاطع مختارة من المظاهرة الحاشدة التي نظمها حزب الله في بيروت - وجد صعوبة في الخلود الى النوم. ومن استطاع ان ينام فقد أصابه الأرق. المظاهرة كانت علامة فارقة مميزة للاسلام السياسي مشبعة بالكراهية العميقة الملتهبة ضد الثقافة الغربية
كلمات الشيخ حسن نصر الله دوت في أرجاء العالم العربي كله، ولم تقف عند حدود بيروت - وترددت في شوارعه.
هل تعتبر هذه المظاهرة الضخمة وشخصية حسن نصر الله القيادية مؤشرا على نهاية ربيع الشعوب القصير في العالم العربي؟ وهل الأمل في سقوط سور برلين العربي، قد تبدد ، وتبرهن مرة اخرى، كما قال نصر الله، ان لبنان "ليس اوكرانيا أو جورجيا" - حيث نجحت القوى الديمقراطية فيها على إجبار الانظمة الفاسدة على اجراء انتخابات حرة والفوز فيها ايضا.
هل نتوقع انقلابا ديمقراطيا في العالم العربي؟. برأي الجواب لا. عبثا ننتظر سقوط السور الذي يفصل الدول العربية عن الدول الديمقراطية كما سقط سور برلين بين ليلة وضحاها. الوضع الآن ليس مشابها، والقوى السياسية والاجتماعية ليست متشابهة في الحالتين ايضا. لايجب علينا ان نقع أسرى الأوهام: ربيع الشعوب العربيه ليس على الأبواب. في أقصى الاحوال يمكن ان نأمل بزحزحة بطيئة ومدروسة للانظمة العربية نحو الاقتصاد الليبرالي وطريقة الانتخابات الأكثر ديمقراطية ولكن ليس نحو تجسيد الحقوق المدنية الأساسية. فذلك يتطلب مشوارا طويلا جدا بعد.
مئات آلاف اللبنانيين الذين خرجوا في شوارع بيروتفي مظاهرة ضخمةجابت شوارع بيروت. هذه المظاهرة لم تخرج عن قواعد اللعبة الديمقراطية التي هي مسألةنادرة جدا في العالم العربي. هيا بنا لا نبالغ في قوة حزب الله في لبنان. هذا التنظيم نجح في حشد الجماهير الشيعية من الأحياء الجنوبية من المدينة وجلبها الى وسط بيروت، تلك الأحياء التي توجد له فيها شبكات دعم اجتماعي وليس أكثر من ذلك. الذين يعرفون الوضع في لبنان و المنطقة يعرفون ان قوة حزب الله في لبنان وتأثيره السياسي قد أخذت تضعف. نصر الله يستطيع ان يلقي خطابا تحريضيا آخر من الشرفة ولكنه في نهاية المطا فيعرف حدود اصابعة جيدا. الحرب التي يخوضها ضد اسرائيل مطالبا باعادة مزارع شبعا لا تنجح في إثارة حماسة اللبنانيين أنفسهم حتى الان
لماذا هذه الرؤية التشاؤمية لفرص واحتمالات الدمقرطة في الدول العربية؟.لان الصراع الأساسي الذي يجري الآن داخل الاسلام ليس حسب رأيي، بين مؤيدي الليبرالية الغربية من جهة وبين المتعصبين الاسلاميين الظلاميين من جهة اخرى، بل يدور بين الانظمة العربية المركزية وغير الديمقراطية وبين الحركات الاسلامية المتطرفة التي لا يوجد لها التزام بالديمقراطية. هذه الديمقراطية التي ليست قائمة بالمرة أو انها تكون موجودة لفظيا فقط. الجبهة موجودة في داخل الاسلام نفسه حيث لا توجد قوة ليبرالية وديمقراطية منظمة وهناك حفنة قليلة فقط من الذين يتجرأون، إلا ان تأثيرهم ما زال هامشيا.اذا من هو عدو الديموقراطية الاساسي في الدول العربية هل هو الاسلام؟
هذه صياغة تجريدية وخاطئةللامور. كل الأديان الكبيرة في التاريخ رفضت الديمقراطية الليبرالية في السابق، والديانة الكاثوليكية كانت من أكثرها رفضا. الكنيسة الكاثوليكية حاولت طوال 150 عاما سد طريق العملاق الديمقراطي الليبرالي لخشيتها من ان تؤدي الحرية الى اللامبالاة والعداء للدين. وفي اواسط القرن العشرين فقط بدأت المؤسسة الكاثوليكية تستوعب مباديء الديمقراطية،و كذلك اليهودية رفضت الديمقراطية. فحزب "أغودات يسرائيل" ، رفض الانضمام لحكومة "اسرائيل" الاولى بسبب معارضته لإعطاء حق الانتخاب للنساء واعتراضه على أسس الديمقراطية في الدولة اليهودية. المعركة القائمة في الاسلام بين الرؤية الدينية وبين الحريات المدنية والديمقراطية بدأت قبل 50 سنة فقط ولم تُحسم بعد. المسلمون ليسوا متخلفين خلافا لما يعتقدون في العالم.
عوامل الفشل الليبرالي والنقص الديمقراطي في العالم العربي ليسا نابعين من الاسلام فقط وانما توجد لهما مصادر اخرى ايضا، فما هي؟
العامل الأساسي الذي حال حتى الآن دون بروز القوى الديمقراطية في الدول العربية هو حكم الدكتاتوريات. في الوطن العربي سادت في الماضي - وفي اماكن غير قليلة ما زالت تسيطر حتى الآن - أنظمة عسكرية شعبوية دمرت خلايا المجتمع المدني وحولت الدولة الى مؤسسة مقتدرة. هذه الانظمة لاحقت وقضت، بنجاح، على الأطر الاسلامية المتعصبة، إلا ان الثمن الذي دُفع كان باهظا: أجواء الخوف من النظام والإلغاء شبه التام لحكم القانون وتسليم الطبقة الوسطى العربية بغياب المؤسسات الديمقراطية الأساسية. المجتمع المدني العربي افرغ تدريجيا من مضمونه المدني وتحول المواطنون فيه الى رعايا معتمدين على إحسان الدولة، من العمل وحتى الثقافة. لم يكن هناك من يقوم برفع الراية باستثناء المتشددين الاسلاميين.
فقد استطاعوا الحفاظ على بقائهم. عندما بدأ النظام المركزي أخيرا بالتنازل عن بعض المواقع المركزية التي سيطر عليها بالقوة، جاءت الحركات الاسلامية المتشددة واحتلت مكانه، ولم يحدث ذلك من قبل الأطر العلمانية الديمقراطية كما حدث في شرق اوروبا مثلا بعد ان ضعفت الانظمة الشيوعية. البديل الوحيد لقوة الدولة العربية الطاغية هو قوة الاسلام المتعصب. وهذا ليس بديلا يبعث على السرور.
هذا ما يفسر قبول الشرائح النخبوية المدنية في العالم العربي و تفضيل الدكتاتورية على النظام الاسلامي باعتبارها أفضل الخيارين.
التهديد الاسلامي المتشدد يعتبر اسوأ بكثير من التهديد الدكتاتوري الشعبوي. سلم الأولويات في الدول العربية يشبه ذلك الذي كان قائما في دول امريكا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات من القرن السابق. الخوف من الانقلاب الشيوعي على شاكلة كاسترو دفع الكثيرين من النخب والقوى في هذه الدول الى تأييد الانظمة العسكرية وشبه العسكرية شريطة ان تقف في وجه الشيوعية. هذا ايضا كان أفضلية بالنسبة للبرجوازية العربية التي تخشى بدرجة لا توصف من وصول القوى الخمينية أو الطالبانية الى الحكم وتفضل عليها ان يبقى الحكم بيد الحكام الحاليين رغم عدم كونهم ديمقراطيين.
فمن وجهة نظر الطبقة الوسطى الآخذة في التعزز في المجتمع العربي تنطوي اللعبة الديمقراطية على امكانية انتصار المتشددين الاسلاميين الذين يشكلون المعارضة المنظمة والفاعلة الوحيدة في اغلبية الدول العربية - ولذلك لا تعتبر الدمقرطة هناك بوابة للحرية وانما طريقا نحو عبودية اسوأ.
وهذا هو السبب بالضبط الذي جرت بدافع منه في أجزاء واسعة من العالم العربي عملية لبرلة غير ديمقراطية - أي إعطاء هامش حيوي معين لاقتصاد السوق من دون ان يتم فتح سوق الآراء والأفكار بصورة موازية. هذا يحدث في مصر والاردن والمغرب وتونس والجزائر. الطبقة الوسطى تضغط وتحصل على حرية العمل والمنافسة وحقوق الشراء والملكية وتقليص قوة الاحتكارات الحكومية والخصخصة بأحجام محدودة وتقليص نظام الامتيازات الموزعة على المقربين من الحكومة وما الى ذلك.
و يتلقى المتشددون الاسلاميون أنفسهم الدعوة للمشاركة المحدودة في الحياة السياسية لان هذه الانظمة في مصر والاردن والمغرب تتوجه نحو عقد هذه الصفقة بسبب عدم قدرة هذه الانظمة على اقتلاع الحركات الاسلامية من جذورها. وهم مضطرون للتنازل مرغمين. والاسلام المتشددايضا مضطر من ناحيته للتوصل الى تسوية على ما يبدو. عليناأن نصغي لخطابات رجال الدين المسلمين ونقرأ رسائلهم الأخيرة، ونتابع الجدل العميق والحاد المحتدم بين المؤيدين لقبول عبء الديمقراطية واستخدامها لنشر الاسلام وبين الرافضين للعبة الديمقراطية باعتبارها خطرا وجوديا بالنسبة للدين ويدعون الى تواصل الكفاح بلا هوادة ضد الانظمة العربية العلمانية. لن استطيع ان اقول من الذي ستكون له الغلبة. بناء على الحقائق الماثلة امامنا تنظيم القاعدة يمنى بالهزيمة في دولة عربية تلو الاخرى. اليوم يتحرك من الخارج فقط، من المهاجر الغربية. رايته ممزقة وانجازاته قليلة - وفي المقدمة بفضل التعاون بين الاجهزة الأمنية في دول كثيرة. عندما لا تحقق الاهداف يتبلور الدافع لاعادة النظر في الوسائل.
هل يساعد تشجيع الولايات المتحدة على دمقرطة العالم العربي أم انه ضار له بسبب العداء العميق لامريكا بوش؟
عتقد ان تشجيع الولايات المتحدة وفرنسا ايضا في الآونة الأخيرة يساعد بالفعل في تسريع المجريات الليبرالية مهما كانت محدودة في العالم العربي. إلا ان أيادي واشنطن مقيدة لان مصر حليفة هامة لها في مكافحة الارهاب، والسعودية هي حليفة اقتصادية.
لهذا اقول ان احتمالية انقلاب الاتجاهات في العالم العربي نحو الدمقرطة المتزايدة ما زالت متدنية، ، ولكنها احتمالات قائمة وموجودة. ليس كل شيء ضائعا وخاسرا، والاحتمالات تبقى قائمة كما حدث مثلا في شرق اوروبا في أواخر الثمانينيات حيث جرت تداعيات لم يتوقعها أحد.
فروح الانسان وسريرته مسألة لا يمكن التنبؤ بها، وتطلعه للحرية قد يندفع الى الخارج في أية لحظة، والمواطن العربي ليس مختلفا عن مواطني العالم من هذه الزاوية.
barigou- مبدع نشيط
-
عدد الرسائل : 58
العمر : 32
العمل/الترفيه : etudient
المزاج : ok
تاريخ التسجيل : 16/06/2008
رد: :: // رأي ــ حــــر // ::
اخي اشكرك على هدا الموضوع القيم و ارجو ان تواصل معنا على هدا المنوال شكرا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى